سورة طه - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (طه)


        


قوله تعالى: {قَالَ بَلْ أَلْقُواْ} الآية. في أمر موسى للسحرة بالإِلقاء- وإن كان ذلك كفراً لا يجوز أن يأمر به- وجهان:
أحدهما: إن اللفظ على صفة الأمر، ومعناه معنى الخبر، وتقديره: إن كان إلقاؤكم عندكم حجة فألقواْ.
الثاني: إن ذلك منه على وجه الاعتبار ليظهر لهم صحة نبوته ووضوح محبته، وأن ما أبطل السحر لم يكن سحراً.
وختلفوا في عدد السحرة فحكي عن القاسم بن أبي بزة أنهم كانواْ سبعين ألف ساحر، وحكي عن ابن جريج أنهم كانواْ تسعمائة ساحر، ثلاثمائة من العريش، وثلاثمائة من الفيوم، ويشكون في الثلاثمائة من الإسكندرية، وحكى أبو صالح عن ابن عباس أنهم كانواْ اثنين وسبعين ساحراً، منهم اثنان من القبط وسبعون من بني إسرائيل، كانواْ في أول النهار سحرة وفي آخرة شهداء.
{يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} يحتمل وجهين:
أحدهما: أنه يخيل ذلك لفرعون.
الثاني: لموسى كذلك.
{فَأَوْجسَ فِي نَفْسِهِ خِيِفَةً مُّوسَى} وفي خوف وجهان:
أحدهما: أنه خاف أن يلتبس على الناس أمرهم فيتوهمواْ أنهم فعلواْ مثل فعله وأنه من جنسه.
الثاني: لما هو مركوز في الطباع من الحذر. وأوجس: بمعنى أسر.
{قُلْنَا لاَ تَخَفْ} الآية. تثبيتاً لنفسه، وإزالة لخوفه.
قوله تعالى: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُواْ} أي تأخذه بفيها ابتلاعاً بسرعة، فقيل إنها ابتلعت حمل ثلاثمائة بعير من الحبال والعصي، ثم أخذها موسى ورجعت عصا كما كانت.
وفيها قولان:
أحدهما: أنها كانت من عوسج، قاله وهب.
الثاني: من الجنة، قاله ابن عباس، قال: وبها قتل موسى عوج بن عناق.
{فَأَلْقِيَ السَّحْرةُ سُجَّداً} طاعة لله وتصديقاً لموسى.
{قَالُواْ ءَامَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} أي بالرب الذي دعا إليه هارون وموسى، لأنه رب لنا ولجميع الخلق، فقيل إنهم، ما رفعوا رؤوسهم حتى رأواْ الجنة وثواب أهلها، فعند ذلك.


{قَالُواْ لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَآءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ} وقيل إن امرأة فرعون كانت تسأل: من غلب؟ فقيل لها: موسى وهارون. فقالت: آمنت برب موسى وهارون فأرسل إليها فرعون فقال: فخذواْ أعظم صخرة فحذَّرُوها، فإن أقامت على قولها [فألقوها عليها]، فنزع [الله] روحها، فألقيت الصخرة على جسدها وليس فيه روح.
{وَالَّذِي فَطَرَنَا} فيه وجهان:
أحدهما: أنه قسم.
الثاني: بمعنى [ولا] على الذي فطرنا.
{فَاقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ} فيه وجهان:
أحدهما: فاصنع ما أنت صانع.
الثاني: فاحكم ما أنت حاكم.
{إِنَّمَا تَقْضِي هذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَآ} يحتمل وجهين:
أحدهما: إن التي تنقضي وتذهب هذه الحياة الدنيا، وتبقى الآخرة.
قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} فيه وجهان:
أحدهما: والله خير منك وأبقى ثواباً إن أُطيع، وعقاباً إن عُصِي.
الثاني: خير منك ثواباً إن أطيع وأبقى منك عقاباً إن عُصِي.


قوله عز وجل: {لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَى} يحتمل وجهين:
أحدهما: لا ينتفع بحياته ولا يستريح بموته، كما قال الشاعر:
ألا من لنفسٍ لا تموت فينقضي *** شقاها ولا تحيا حياة لها طعم
الثاني: أن نفس الكافر معلقة بحنجرته كما أخبر الله عنه فلا يموت بفراقها. ولا يحيا باستقرارها.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8